ماكرون/رؤية تحليلية في أبجديات تجليات الفوز

أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية الأثنين 8-5-2017 : أن “أيمانويل ماكرون” عن حزب إلى ( الأمام ) الوسط أنتخب رئيساً للأليزي للجمهرية الخامسة  في فرنسا ب 06 -66 % من أصوات الناخبين المقترعين ، وحصول (لوبان )عن حزب اليمين المتطرف 9 – 33 % وكانت نسبة المشاركة 30 65 %     .
أبرز تجليات المناخ الأنتخابي
*الذين يهمهم فوز ماكرون هم تحالف الكارتلات المالية والبنكية المستثمرة ، والنيولبراليون ، والعلمانيون المدنيون ، لقي ترحيبا وتأييداً أجماعياً  من جميع الدول الأوربية وأسرائيل والمنظمات اليهودية الفرنسية والجاليات المسلمة في فرنسا كل ذلك الحب والود من أجل الحفاظ على وحدة أوربا في منظمة الأتحاد الأوربي الآيلة للنكوص  بعد الشرخ الذي تركهُ الأنكليز في طلاقهم الكاثوليكي، وليقفوا سداً منيعاً أمام الراديكالية الفرنسية في تسارع اليمين القومي الراديكالي العنصري في عموم أوربا وبالذات في فرنسا .* أنخفاض شعبية الأحزاب التقليدية الفرنسية بعد أن تضجر م
نها الشعب الفرنسي ، وأنهيار شعبية اليسار التقليدي ، وتورط اليمين اللبرالي في صفقات فساد مالي وأداري ، فأذاً هو صنيعة الطبقة الحاكمة .* ظهور تيارات تتدافع بشكلٍ مفاجيء في عموم الغرب الأوربي مثل: اليمين القومي- الذي ينادي بالخروج من الأتحاد الأوربي وفوز ترمب في أمريكا والهجوم على العولة وبرنامجهُ ضد المهاجرين وأمريكا أولاً .* وكان لبعض الأسباب في فوز ماكرون هي : أنهُ جرّب السياسة وهو وزير أقتصاد ، أنّهُ مع الوحدة الأوربية وأحلامها ، أنهُ أول مسؤول يعترف بهمجية فرنسا المحتلة للجزائر .* أحتل الوسطية لتيارسياسي فرنسي جديد يخلع جلبابهُ العتيق الذي لم
يعد يلائم تحديات العولمة  الحداثوية .* وصول هذا الشاب ذو 39 عام لتجديد مباديء روسوفي الحرية والأخاء والمساواة ، * وكان خطابهُ الأنتخابي ديماغوجيا بأمتياز في أطلاق الوعود التأملية في كسب عرب شرق البحر المتوسط وجنوبه وكذا في كسب ود اليهود وأعلانهِ عدم الخوف من الهجرات الأجنبية ، * طرح برنامجاً شاملاً معتدلاً ملامساً التحديات الحالية كأصلاح التعليم الأبتدائي والتخفيف من حدة البطالة المستشرية ومحاربة الفساد الأداري والمالي والضغط على الأنفاق ومحاربة الأرهاب بقوة في كل مكان وخاصة في العراق وسوريا وقبول الأمر الواقع في وضع المهاجرين بعدم أعتبارÙ
… عائقا بل بالعكس أعتبرهم عامل نمو أقتصادي والذي أفرح مستشارة ألمانيا ميركل جدا جداً  .
أخيراً/ لنرى الصفحة المضببة والمشوشة لهذا الفوز : أن الترحيب والأستحسان والتناغم الذي أجتاح الوسط الفرنسي والدولي والعربي لفوز ” ماكرون ” برئاسة الجمهورية الفرنسية الخامسة كان عيارها ثقيلاً ومبالغاً في أطلاق العواطف والآمال !!! تبدوا بعض فقرات الفوزالحلوة بطعم ( المُرْ ) مثل ——
1- أرى في فوز ماكرون الشاب حليفاً  استراتيجياً ونصيراً لأمريكا في الأبتزاز والمشاركة في السيطرة على مصادر الطاقة والأستعمار لكونهِ يحمل موروثات أجداده في التوسع والأستحواذ على العالم القديم في أوربا وأفريقيا  ، وأن ماكرون متفاهم مع هذا الحليف بأن السعودية وقطر يرعيان الأرهاب لوجستيا وعسكريا وماليا ، وأعتقد جازماً أنّهُ يرحب بصيرورة المحاور التي فرضت نفسها كواقع حال في الشرق العربي ( محور أيران روسيا سوريا لبنان حزب الله مقابل أمريكا وتركيا والسعودية وناتو الخليج وناتو الأوربي فأختار لفرنسا المحور الأخير .* أستبعاد اليمين واليسار من الدورة اÙ
أنتخابية الثانية للمرّة الأولى منذُ أكثر من 60 عام:
2-أئتلاف النيولبرالية مع العنصرية في حملتهِ كانت لها تجارب سابقة  بضلال مريرة سوداوية في حكومة بلجيكا وكيف حاربت المهاجرين بشكلٍ همجي ومتطرف ، وكذا في حكومة البرتغال النيولبرالية والعنصرية عندما أغلقت الحدود أمام موجات اللآجئين وجعلتهم معلقين في العراء ولآكثر من شهر ، أذا ليست ( لوبان ) وحدها من تريد طرد اللآجئين ، ومعنى هذا أن حكومة لوبان العنصرية فيما قُدر لها أن تفوز مكملة للأحزاب النيولبرالية العنصرية كحزب ماكرون الوسط وسركوزي وهولاند الأشتراكي الأنتخابي . 3- أن تصويت اللوبيات الأستعمارية لمايكرون يعني أننا لا نستبعد أئتلاف ماكرون مع لوبان في المستقبل القريب لتقاسم الأدوار في السيطرة على مقدرات الشعب الرنسي بحجة حماية الشعب من الأستغلال .4- علماً أن أشتراكية ماكرون ليست أشتراكية علمية هادفة ملتزمة وواقعية التطبيق على الخارطة والتي طُبقتْ في الأتحاد السوفياتي بنجاح مذهل بل أنّها أشتراكية بورجوازية متهافتة فاشلة  تنحو لتفاوت طبقي مرعب ويعمل على أيجاد التوتر والأمراض واللهث وراء السلع الأستهلاكية .5- وأن ماكرون لا يختلف عن بقية القادة الذين يحملون من أرث اولئك الأجداد الذين أستعمروا وأستعبدوا مناطق شاسعة في العالم القديم ، وأجتاحوا أراضي أوربا كنابليون بونابارت ، فكانت تلميحات ماكرون الغزلية التناغمية واضحة في خطاباته الأنتخابية الموجهة لترامب بغية مشاركة أمريكا في السيطرة على مصادر الطاقة في الشرق ..
ويمكن أستثمار الوجه الشبابي التكنوقراط والمستقل  للتجربة الفرنسية في العراق لأزاحة الشيخوخة المترهلة التي عادتْ الديمقراطية والحداثة الغارقة في الفساد الأداري والمالي بطفيلية أمتصتْ دماء الشعب العراقي حد البلازمة  ——
*كاتب وباحث عراقي مغترب

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

?>